Page 204 - كنوز من متاحفنا
P. 204
‫سيف وانلي ‪1979 - 1906‬‬

‫تميز سيف وانلي بالتنوع الشديد فى إنتاجه كفنان خلاق ‪ ..‬وكان يسابق‬
‫الاتجاهات الفنية الحديثة والمعاصرة التي ظهرت في الغرب فاتجاهه إلى‬
‫العالمية كان أقوى من اهتمامه بالطابع التسجيلي‪ .‬فهو فنان التجربة الحرة‬
‫الطليقة‪ ،‬صاحب التأثيرية معتنق التكعيبىة‪ ،‬وتطلع نحو التعبيرية ‪ ،‬ثم أخذ‬
‫يحلق في عالم التجريد فهو دائم البحث عن اللغة التشكيلية التى يصب‬
‫فيها عمله‪ ،‬ودائم البحث فى لغة الأساليب‪ .‬اشتهر بلوحاته المميزة للراقصين‬
‫والمغنين والممثلين فى عروض الباليه والأوبرا كما كان سريع التنقل والتجول بين‬
‫مختلف المذاهب الفنية مضي ًفا إليها طاب ًعا خا ًصا يميز أسلوبه الذى يعكس‬
‫طابع مدينة الإسكندرية ويمكن تسمية مراحله الأخيرة بأنها ذات طابع‬
‫تجريدى غنائى ‪ ،‬لأن أعماله في هذه المرحلة كانت أشبه بالموسيقى الخفيفة‬

‫والراقصة التي تجعل المشاهد يحس بالطرب‪.‬‬
‫كانت رؤية سيف لراقصات فرق الباليه الزائرة فى أعقاب الحرب العالمية‬
‫الثانية قد فتحت أمام عينيه عالم الأضواء الفنية وكانت رؤيته لها رؤية‬
‫فراشات تتراقص فى مهرجان السناء والضوء بالمجموعات هى مجموعة من‬
‫اللمسات الإيقاعية والحركة تكفى فلا أهمية للكتلة فهذه الأجساد الطائرة‬
‫تتواءم وتتوافق مع ريشته الطائرة التى تنثر الألوان وفق قانون متعة اللون‬
‫والضوء والواقع أننا نحس بأن فرشاة سيف هى التى تتراقص على اللوحة ‪.‬‬
‫إن فن سيف وانلى فى تصوير الراقصين هو فن الإقتناص السريع والإختزال‬
‫للشكل واللون والإيقاع هو فن الترجمة الفورية للإنطباعات البصرية يقول‬
‫سيف عن رسومه للباليه «إنه يرى أحيانًا خطوط المشهد على الورق دون أن‬
‫يرسمها وليس عليه إلا أن يجرى ريشته عليها دون أدنى عناء ‪ ،‬وهذا يوضح‬

‫قوة الصورة الإرتسامية» ‪.‬‬
‫كان محبًا للحياة وسط التجمعات الشعبية‪ .‬استعذب الرسم في المقاهى‬
‫العامة وعلى شواطئ البحر‪ .‬يمتلك ملكة تصوير الاسكتش وأيضا التكوين‬

‫السريع دون الاهتمام بالقيود الأكاديمية في التنفيذ‪.‬‬

‫" الرقص الوطني الروسى"‪34.5 × 48 ٬‬سم ‪ ،‬زيت على سيلوتكس ‪. 1957 ،‬‬

‫‪204‬‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209