يشغل هذا المركز جزءا من مباني وكالة ( قانصوه الغورى ) والتى بنيت فى العصر المملوكي والتى يتوسط مبناها بأدواره الثلاثة فناء فسيح فيه نافورة على شكل مثمن من الرخام محلى بالنقوش الإسلامية ، وتغطى المشربيات معظم حجرات الدور الثالث ، بعضها يطل على صحن الوكالة ، البعض الأخر يطل على الشارع الذي تشرف علي الوكالة ، مما يجعله مدرسة متكاملة لدراسة الفنون الإسلامية.
فى عام 1960 تم تخصيص مبنى وكالة الغورى كمركز لإبداع الحرف التقليدية بغرض تخريج أجيال من الحرفيين المهرة فى مجالات الحرف التقليدية ليحملوا رسالة الحفاظ على التراث الحضاري الضارب بجذوره فى نسيج التاريخ المصري الإسلامي، ويشمل المركز مجموعة الحرف التراثية ممثلة فى الحلي الشعبي والأزياء المتوارثة التى تمثل مختلف مناطق مصر ومحافظاتها النائية ، والنجارة الدقيقة ( الخرط والأرابسك والتطعيم بالصدف والنقش على الخشب ) والزجاج المعشق بالجص ، والتطعيم بالصدف ، وفن الخيامية، والتكفيت بالفضة ، والنقش على النحاس ، كل ذلك بهدف رعاية هؤلاء النفر من الحرفيين وتأمين الأجواء الملائمة لإبداعاتهم ورعايتهم مادياً واجتماعياً وتقديرهم أدبياً ، عملاً على حماية هذه الحرف من الانقراض والاندثار باعتبارها تحمل بعض ملامح الخصوصية ومعالم الشخصية المصرية.