على الرغم من أن الفنان ( المثال ) المصرى القديم قد ترك الآلاف من الأعمال النحتية الصرحية والتى تدل على مهارته الفائقة وقدرته على التعامل مع مختلف الخامات مهما بلغت صلابتها، إلا أن ظروفاً تاريخية وثقافية معينة حالت دون مواصلة الفنان المصرى فى العصور اللاحقة لإبداع هذا النمط من الأعمال ومع بزوغ شمس النهضة الفنية الحديثة فى مصر وخصوصاً بعد تفاعل كافة فئات الشعب المصرى مع فكرة إقامة تمثال نهضة مصر للمثال العظيم محمود مختار باعتباره تجسيداً لحلم قومى . بدأ جيل من الفنانين يسيرون على نهج مختار ويتخصصون فى ابداع التماثيل الميدانية .. ومع تزايد المد العمرانى العشوائى وزحف الازدحام السكانى وتآكل المساحات الخضراء وسوء توظيف الفراغات داخل المدن انحسر النحت الميدانى واختفت التماثيل الصرحية وحلت محلها القطع النحتية الصغيرة التى تتناسب مع حجم قاعات العرض . وفى محاولة للمزاوجة بين الفن والطبيعة وتأكيد الارتباط بينهما وتحقيق الالتحام المباشر بين الفن والطبيعة والجمهور المتلقى جاءت فكرة إقامة هذا المتحف الأول من نوعه فى مصر حيث نرى لأول مرة متحفاً بلا جدران أو أسقف أو أبواب ، وهو هذا المتحف الواقع بحديقة مركز الجزيرة للفنون، نرى ونسمع معزوفة سيمفونية فراغية من خلال الحوارا ت القائمة بين مجموع الكتل التى تمثلها الأعمال النحتية والقواعد المرتكزة عليها وبين الفراغات المتعددة بالموقع.يضم هذا العرض المتحفى الدائم أعمالاً لفنانين مصريين وعالميين على النحو التالى ( جمال السجينى ، محمد طه حسين ، عمر النجدى ، صالح رضا ، أحمد عبد الوهاب، محى الدين حسين ، عونى هيكل ، مصطفى الرزاز ، محمود شكرى، أحمد السطوحى، السيد عبده سليم ، عبده رمزى ، طارق الكومى ، بروس بيزلى ، سباستيان ، وبالإضافة إلى تنوع الأساليب وأبعاد التماثيل والموضوعات فإننا نرى تنوعاً وابتكاراً فى التقنيات والخامات المستخدمة .
